الدورة الثانية الفصل الأول المهنيون 1427 – 1429هـ (2006 – 2008م)

بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -أميرمنطقة مكة المكرمة- أصحاب السمو الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً أرحب بسموكم الكريم والحضور الكريم في حفل ختام الدورة الثانية للجائزة شاكراً لكم حضوركم الذي يعد دعما ًلما يبذل من جهود في مجال التراث العمراني لعل منها هذه جائزتي التي أعدها مساهمة وطنية لرد بعض الجميل ورد بعض من فضل هذا الوطن علينا جميعاً. 

لقد أنشأت مؤسسة التراث كمؤسسة خيرية لا ربحية سنة 1417هـ، ومع تعدد اهتماماتها بجوانب التراث المختلفة جاءت فكرة إنشاء الجائزة هذه الجائزة التي أنشئت سنة 1420 هـ؛ بهدف تشجيع العناية بالتراث العمراني، وترسيخ الوعي بأهميته كمورد ثقافي واقتصادي، وتأكيد ما يتسم به التراث العمراني في المملكة العربية السعودية من تميز وتنوع وإبراز التجارب العمرانية الحديثة التي تنطلق من استلهام تراثنا الوطني، واهتمامنا بالحفاظ على التراث العمراني كجزء من هويتنا وشاهد على حضارتنا بجزئه المرئي من التاريخ، وتطور هذا الاهتمام إلى تقديم جدواه كمورد اقتصادي لهذا الوقت، ولقد تضافرت جهود كثيرة للعناية في التراث العمراني. 

من أبرزها وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية ممثلة في الإمارات، وفي المهرجان الوطني في الجنادرية، والجمعية السعودية لعلوم العمران وهيئات أخرى لها إسهامها في دعم جهود الحفاظ على التراث العمراني. الهيئة العامة للسياحة والآثار من اهتماماتها التراث العمراني وسموكم الكريم من المهتمين بهذا التراث منذ 50 سنة إذ كنتم تدركون أهمية العناية بالتراث العمراني، والحفاظ على الهوية العمرانية، ودعوة إلى برنامج الحفاض على التراث ودوره في التنمية الحضرية وكنت مع صاحب السمو من أكثر المتفاعلين مع هذه القيم لقد برزت اهتماماتكم جلياً في عدد من الخطط والمشروعات في منطقة عسير الجميلة، وأجد أنها ستبرز بشكل واضح في هذه المنطقة الغالية من بلادنا إن شاء الله

واستشهدت على ثقتي هذه بما ذكرتموه قبل أيام من خلال طرحكم الطموح بخطة الـ 20 لتنمية منطقة مكة المكرمة واهتمامكم بتطوير الهوية العمرانية لمدن وحضارات المنطقة وحين قلتم مللنا مللنا مللنا البقاء في العالم الثالث، ولا بد لنا أن نتقدم، ونتحول لنحصل على نصيبنا من العالم الأول وفي العالم الأول، وتذكرون- حفظكم الله- ما كان في حفل تدشينكم مشروع تطوير قرية رجال ألمع في تهامة عسير قبل ما يقارب من سنتين ضمن مزارات برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير القرى التراثية التي يتم تنفيذ العمل فيها الآن في 5 منها.

تذكرون تدافع الأهالي كباراً وصغاراً شيباً وشباباً الذين عبروا عن رغبتهم بحماس منقطع النظير أمامكم كل حسب قدرته بالمساهمة و أسرته في البرنامج بمظهر بديع يعد علامة من علامات التحضر الذي تدعون إليه، ولعلكم يا سمو الأمير توافقون معي على أن تحضر الإنسان هو أبرز اهتمامات العالم الأول قبل أن يكون تحضره في البنيان والاقتصاد، وكلما تقدمت الدول في اقتصادها وإنجازاتها العلمية والتنموية لاحظنا اهتمام سكانها بتراثهم وحضارتهم، والشواهد على ذلك واضحة للعيان في الدول التي نعدها اليوم تقود العالم الأول الذي تطمحون إليه ونحن في منشأ الإسلام أولى بأن نكون متحضرين ولا مكان لنا إلا في الصف الأول إن شاء الله. 

لعلكم ترون أيها الحضور الكرام مما سبق ومما أمامكم من مطبوعات فيها البرامج المختلفة للهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارات الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية، لعلكم ترون أن كثيراً من الطموح الذي عانينا بالدفاع عنه بدأ يؤتي ثماره على شكل منجزات وتشريعات ومشروعات تصب نحو المحافظة على التراث العمراني وتنميته في بلادنا، والحمد لله، وهي تعيش مرحلة استثنائية من التنمية الاقتصادية والعمرانية، ويحدث بها الآن نقلات كبيرة في مجالات التنمية الاجتماعية والتعليم والبحث العلمي وتطوير التقنية وقيادتنا الحكيمة تضع عيناً على العناية بالقيم بالتراث الوطني العريق، وعيناً أخرى على التخطيط والتقدم والتنمية في يقين أن كلاً منهما مكمل للآخر. 

ولسيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي عهده الأمين -حفظهم الله- مبادرات شخصية رائدة في مجال العناية بالتراث الوطني لعلني أستغل هذا الحفل المبارك لأشير هنا أيضا إلى أنني مع مجموعة من المهتمين بالتراث الوطني بصدد إنشاء الجمعية الوطنية للمحافظة على التراث الوطني -إن شاء الله- في وقت قريب، كما أكرر هنا شكري لسموكم الكريم على تشريفكم، وللحضور الكرام، وللرعاة بشكل خاص، وأمانة مدينة جدة وأشكر لسموكم الكريم حضوركم هذا الحفل. والسلام عليكم ورحمة الله.

شارك