الدورة الثالثة – السنة الثانية طلاب / مهنييين 1431هـ -2010م بمدينة الهفوف

منطقة – أخي صاحب السمو الأمير بدر، السادة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن جئنا نقدم جوائز، وتسلمنا جوائز منذ الصباح الباكر لهذا اليوم، ونحن نتلقى الجوائز جائزة تلو الأخرى، أولى هذه الجوائز هي الاستقبال الحافل الذي وجدناه وهو غير مستغرب من أهالي هذا البلد المبارك الذي شكل طوال تاريخ هذه الدولة المباركة عنصراً مهماً أساسياً في تكوين وحدة هذا الوطن، وفي تمكين وحدة هذا الوطن، وأيضاً ما رأيناه من اهتمام كبير جداً بالتراث العمراني يساوي جميع الجوائز في العالم.

فالعلاقة علاقة شخصية بالأحساء وأهلها و أمانتها المميزة بكل المقاييس وعلاقة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعلاقة مؤسسة التراث التي عملت هنا أيضاً في بعض المشروعات هي علاقة استثنائية، فطوال هذا اليوم وبمعية أخي سمو الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز- وزير الشؤون البلدية والقروية، وسموه الكريم و أصحاب السمو الأمراء و الإخوان ونحن نتردد بين مشروع مميز ومشروع أميز، وما يكسبه الجميع اليوم أننا رأينا أيضاً ثمرة هذا التداول وهذا الاهتمام بقضية التراث، و انطلاقته محلياً.

الاهتمام بالتراث العمراني لم يصبح قضية عبث، أو قضية سياحة، أو قضية جماليات، أو قضية أشكال ورموز، الاهتمام بالتراث العمراني هي قضية مستقبل، وقضية تراث أمة، والتراث العمراني هو الشاهد الذي يراه الإنسان، ويعيشه كل يوم ويعيش فيه جزء من حياته ومن حياة أطفاله و أسرته، واهتمام الدولة ممثلة بالهيئة أو المؤسسات، مثل مؤسسة التراث أو السباقين في هذه القضية، مثل مهرجان الجنادرية هو اهتمام أصيل مبني على تكوين هذه الدولة أساساً، وسر استمرار هذه الوحدة المباركة إن شاء الله إلى الأبد وقوتها المتزايدة يوماً وراء يوم هو تمسك أهل هذه البلاد بدينهم وعقيدتهم وقيمهم التي يستمدونها من هذه العقيدة الصافية، ومن هذه الأخلاق العربية الحميدة

فالمعادلة التي حققتها المملكة، وتحققها كل يوم، وترددها ويرددها قائد هذه البلاد هذا القائد الاستثنائي بكل المقاييس الذي يعمل اليوم بسرعة تتعدى سرعة الصوت، وأنا أعرف سرعة الصوت إلى حد ما، لنقل هذه البلاد إلى مراتب أعلى وأعلى، ومن حال إلى حال، لتكون حقيقة في مصاف دول العالم الأول، ولكنه في كل يوم، وفي كل لحظة يردد ويؤكد ما أكده المؤسس والد الجميع الملك عبد العزيز- رحمه الله- الذي قاد مرحلة التأسيس مع الرجال الذين ترون أحفادهم أمامكم الآن، هو أن هذه البلاد مستقبلها مرتبط دائماً بتراثها وبقيمها ومرتبط باستلهامها للتاريخ، ووقوفها على أرض صلبة

فاليوم لا يمكن لأمة أن تنهض إلا بالوقوف على أرض صلبة، و الأرض الصلبة اليوم هي معرفة الإنسان تاريخه، ودينه، ومكانه في العالم ومكانه في المجتمعات الدولية التي تتسابق اليوم إلى تأكيد هويتها وشخصيتها لم يعد اليوم الاهتمام بالتراث العمراني من الترف، ومن الذكريات،أومن قضية الحنين إلى الماضي، أو حتى قضية الهوية 0 أصبح اليوم شيئاً معيشاً في حياتنا، و أصبح اليوم شيئاً يمول من البنوك، وتموله الدولة من بنك التسليف، وأصبحت اليوم القرى التراثية التي تمنع أهلها في يوم من الأيام (ليس كل أهلها) من الهدم مثل أشيقر.

وهي حقيقة أحد البلدان السباقة، فبينما كان الناس يهدمون كانت أشيقر تبني وبينما كان الناس يتجاهلون بلدانهم التراثية كان أهل أشيقر يجتمعون ويضعون أمولهم الخاصة في التطوير 0 اليوم تغير هذا الأمر- بحمد الله تعالى- هذه الحالة الانتقالية أنا عاصرتها 25 سنة، وبالمصادفة مع الدكتور مشاري النعيم،هذا الكاتب المهني المميز خبرني اليوم أنه لا مجال لي لمراجعة الكتاب، أريد أن أدخله المطبعة على أساس ألا أراجعه زيادة.

قصة التراث هي قصة عجيبة، ولي ذكريات كثيرة فيها، سيصدر جزء منها في هذا الكتاب والجزء الأكبر في الكتاب الأكبر بعد الصيف -إن شاء الله-، والذي ماكنت أراه بعيني و أنا أتنقل بين قرى المملكة وحواضرها، وأدخل في بيوتها الصغيرة والكبيرة.

شارك