الدورة الخامسة – السنة الثانية للمهنيين للطلاب 1435 هـ – 2014م

بسم الله الرحمن الرحيم نحن نعتز بأن هذه الجائزة تصاحب ملتقى التراث العمراني الوطني في عسير، ونعتز بهذا التوسع في نشاط الجائزة وبأننا اهتممنا بأهمية التراث العمراني ليس كمكون عمراني فقط بل ومكون ثقافي واقتصادي. ونرحب بكم في ملتقى التراث العمراني الوطني، في منطقة عسير ونحن نعتز بأن هذه الجائزة تصاحب هذا الملتقى الهام بهذا الشكل بهذه الجامعة العريقة جامعة الملك خالد ونعتز بهذا النشاط الكبير والتوسع في أعمال الجائزة الذي نراه واضحا للعيان

ونرى هذه الحركة الكبيرة جدا في عالمنا العربي وفي الخليج خاصة والمملكة العربية السعودية بأننا انتبهنا في الفترة الأخيرة الى أهمية التراث الوطني ليس كمكون عمراني فقط ولكن كمكون لحياتنا واقتصادنا وتاريخنا ولشخصيتنا وقبل أن نتكلم عن موضوع الجائزة بإختصار أود أن أركز أننا في المملكة العربية السعودية نمر بمرحلة انتقالية على مستوى العالم العربي وهذا ما سمعته من رؤساء المنظمات الدولية اليونسيكو ومنظمات أخرى.

أن ماتقوم به المملكة العربية السعودية في مجال التراث العمراني من جهود هي تحت مظلة المشروع الرائد مشروع الملك عبدالله -يرحمه الله- للعناية بالتراث الحضاري هذا المشروع الشمولي الذي يمثل حركة إنتقال كبيرة جدا في المملكة لابراز التراث الوطني وتطويره واستثماره وإظهاره للعالم والتعريف بتاريخ المملكة الجزيرة العربية مهد الحضارات وهي المكان الذي تلقت فيه الرسالة الإنسانية الأولى انتقلت به إلى انحاء العالم وهي المكان الذي تأسست فيه وتشكلت فيه حضارات عريقة. منطقة عسير منطقة غنية بالتاريخ والتراث حدثت على أرضها وانتقلت حضارات كثيرة وحصلت فيها تبادل وتداول كبير جداً -بلا شك- منطقة عسير أيضا فيها من المساهمين الأوائل في توحيد هذه الدولة المباركة .

هذه الجائزة جاءت لتحفيز الجميع ليتضامنوا في النظر في قضية تطوير التراث العمراني الوطني على انها قضية ليست فقط قضية تاريخ وحنين للماضي أو عماره وترميم أو قضية هندسية ولكنها قضية استعادة الشخصية. أحث الدول المتقدمة والمتحضرة أن تجعل هناك جوائز خاصة بالتراث العمراني لقد تولد عندي انطباع أن كلما ارتقا مستوى التحضر كلما ارتفع اهتمام الناس بالعناية بتراثهم. نحن في المملكة العربية السعودية المجتمع التحضر الشمولي الذي يسعى إليه قائد هذه البلاد سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أقر مشروع الملك عبدالله -رحمه الله- للعناية بالتراث الحضاري في وقت سريع واستثنائي وانه يرى في هذا المشروع مشروعاً تاريخياً استعاد تاريخ وشخصية هذا الوطن .

ولفت أنه كلما ازداد مستوى التحضر كلما ازداد اهتمام الناس بتراثهم وقد اعلن سموه خلال الكلمة عن جائزة جديدة للتراث العمراني خاصة بالمشاريع الحكومية وقال سموه « أحث فيها الجميع إلى المساهمة في التراث العمراني . لعل إعلان اليوم المهم والأساسي هو -وبعد فلم قصير- أردت من هذا الموقع التاريخي أن أعلن تشرف الجائزة وهي تقدم جائزة استثنائية اسمها «جائزة الإنجاز مدى الحياة» كان آخر من تشرفت الجائزة باستلامها وقبولها في حفل بهيج بقصر المربع بالرياض

هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بصفته هذه، وأيضاً بصفته أساساً أمير لمنطقة الرياض -آنذاك-، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، التي شهدت على يده التطوير -حقيقة نقلات تاريخية ضخمة جداً-، وأعادت وسط الرياض المركز التاريخي، والرياض اليوم سوف تشهد -إن شاء الله- ومن ضمن أكثر من ستة عشر مشروعاً لتطوير وسط المدن منها وسط مدينة أبها، وهذا هو الحلم الذي نعمل عليه مع سمو أمير المنطقة -جازاه الله كل خير- وأيضاً مع الرجل الأمين أمين منطقة عسير القادر القوي الذي -إن شاء الله

سوف يجعل هذه البصمة التاريخية باستعادة وسط أبها التاريخية، وإعادتها إلى مكانها الطبيعي، وأود أن أنوه إلى أن الرياض الآن ستشهد مشروعاً بمساحة خمسة عشر كيلومتر، ولكن الإعلان اليوم هو أيضاً عن الشخص الذي تشرفت الجائزة بقبوله لها بحماس كبير، وقد يعكس هذا الحماس الكلمة التي سيلقيها سموه الآن عن «جائزة الإنجاز مدى الحياة» وقد قبلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير السابق.

شارك