الدورة الخامسة الفصل الأول السنة الأولى الطلاب 1434هـ (2013م)

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك، ورحمه الله وبركاته، والحمد لله رب العالمين أن نأتي هذا المكان المبارك -المدينة المنورة – في هذه الجامعة المتميزة…جامعة طيبة، لتنطلق اليوم إحدى حلقات سلسلة متواصلة – إن شاء الله- تتعلق بتراثنا الوطني وهو التراث الذي هو في حقيقة الأمر متأصل في المواطن منذ ولادته وكان على الكل اليوم – مؤسسة التراث الخيرية وهيئة السياحة والآثار،ووزارة التعليم العالي

فتح النوافذ والأبواب حتى نريه نور الطريق مضيئا كي يتوجه إلى مواقع التراث، ويستلهم منها هذا الطريق العظيم لهذه البلاد التي توحدت أرضها تحت راية الإسلام واستمرت – ولله الحمد – بلاد آمنة مستقرة مزدهرة وبسبب تطوره – ولله الحمد – في ظل القيم التي شكلت إنسان هذا البلد وجعلته إنساناً مخلصاً في المحافظة على وطنه والمحافظة على إرثه والمحافظة على مكوناته، وأيضا مؤتمن على مستقبله – إن شاء الله

أود اليوم أن أتوجه بالشكر لأخي الأمير فيصل بن سلمان على رعايته هذا المؤتمر، كما أود أن أحتفي بهؤلاء الذين تواصلوا معنا اليوم الدكتور السيف، والدكتور مزروع وإعلان هذا اليوم بداية لانطلاق مركز التراث العمراني الإسلامي من المكان الذي انطلق منه الإسلام إلى العالم ألا وهو المدينة المنورة. إن الحديث عن الجامعات حديث مهم جداً، وقد سألني الدكتور مزروع منذ قليل سؤالاً مفاده.. هل جائزة التراث العمراني تتبع هيئة السياحة؟ فقلت له: لا بل في الواقع تتبع لمؤسسة التراث الخيرية التي تأسست قبل أكثر من عشرين عاما أي قبل هيئة السياحة، وكانت فكرة الجائزة أننا نود الاحتفاء بالناس الذين يحبون التراث ويحافظون عليه.

في بداية الاهتمام بالتراث العمراني، كنا نعيش فترة التنمية وأبعاد التطوير والتحديث في المملكة، فكان النظر إلى للتراث العمراني كأنه أمر ثانوي والنظر إليه كأنه أمر يمكن اللحاق به في وقت لاحق والتركيز الآن – حينئذ – على أمر أهم،أيضاً كان هناك نظرة- إلى حد ما -،أو تجاهل أو جهل بأهمية التراث العمراني

وبتوفيق من الله –تعالى- قمت بتأسيس مؤسسة التراث الخيرية وكنت قبل ذلك أيضا الرئيس الفخري لجمعية علوم العمران السعودية، فقلت للدكتور مزروع: اهتمامي بهذه القضية بدأ من سنة 1407هـ تقريبا بسبب أنني كنت أبحث في قضية ترميم وبناء منزل أسكن فيه،مبني بالطين في مزرعة نخيل في وادي حنيفة بجوار الدرعية،وعندما ذهبت إلى الدرعية باحثاً عن موقع كنت أقصد أن أعيش في منطقة لها ارتباط تاريخي مع وطني وبأسرتنا من ثلاثمائة عامٍ

عند انطلاق الدولة السعودية الأولى عام 1945م،في منطقة واحة تكون مفتوحة، فأنا – بطبيعتي- أحب النظر إلى السماء ولا أحب الغرفة المغلقة كثيراً، فوجدت هذا البيت بجوار مزرعة كبيرة كان يمتلكها الملك فيصل – يرحمه الله – وتملكت المزرعة، أسعد اليوم بأن يجلس معنا مجموعة من المميزين: دكتور صالح لمعي، دكتور صالح لو سمحت أن تقف باسم المجموعة والسيد علي قبلاي، ولاحقا الدكتورخالد عزام، الدكتور صالح: أود أن نفتح المجال للحوار).

كان هناك حوار حول هذا البيت الطيني، ونشر عنه كتاب باسم (Back to Earth) والكتاب الآن سيطبع هذه السنة، وتصدر منه نسخة باللغة العربية، ويمكن تسجيله على موقع مؤسسة التراث الخيرية، اعتقد الدكتور أسامة عنده المعلومات حول هذا الكتاب. كانت زيارتي للمزرعة بالصدفة، (كنت أريد بيتاً، وبدأنا نبحث عن بيت استأجره أو اشتريه وهكذا) ولما ما وفقنا في ذلك

قلت: أتمشى في الطريق مع المهندس عبد الله الدغيثر- اعتقد انه كان موجود هنا- ودخلنا هذه المزرعة وكانت مفتوحة فوجدنا (الوقاف – أي الحارس) المسؤول وهو رجل بسيط نسميه الوقاف، كانت المزرعة متهدمة والبيت الطيني متهالك، فاستقطبت المهندس راسم بدران واستقطبت أيضا الدكتور المهندس عبد الواحد الوكيل – عبد الواحد الوكيل تعرفونه طبعا وهو من المتميزين في مجال العمارة وصادفه اليوم ظرف بسيط – إن شاء الله

سيأتي اليوم أو باكر وقد بنى الدكتور الوكيل مساجد كثيرة في المملكة، وحصل معنا على جوائز عالمية،منها مساجد في المدينة المنورة وفي القبلتين، والميقات وأعتقد قباء. استقطبت الدكتور عبد الواحد- في هذا الوقت- وبدأنا نعمل على هذا الحوار، هل نهدم هذا البيت؟ هل نرممه؟ إلى آخره….، وتوصلنا إلى أن نعيد ترميم هذا البيت ولذلك هناك ورقة مهمة سيقدمها المهندس علي قبلاي، وهو رجل مميز بكل المقاييس اليوم اعتقد أو يوم الثلاثاء…يوم الثلاثاء، أتمنى أن تحضروها، تتعلق بقصة كينونة هذا المكان!!وكيف كان التعاون مع الشخصيات؟!

شارك