كلمة سمو الأمير سلطان في الدورة السادسة السنة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة نحن فخورين وسعيدين جدا بوجود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز يحفظه الله أمير منطقة الرياض، وخاصة أنه أمير منطقة الرياض التي شادت عبر عدد من المراحل اهتمام خاص من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله، والذي يمتد إلى هذا اليوم حقيقة لأحياء مدينة الرياض وتراثها العمراني وخاصة الكبير المتشعب، والرياض شهدت مراحل بناء متعددة، والحمدلله تم المحافظة على كثير من تراثها؛ الم ننظر ماذا يحدث في الدرعية ومواقع الرياض الأخرى وفي وسط الرياض، ونتطلع إن شاء الله إلى مشروع وسط الرياض الذي ينتقل بالرياض إلى مرحلة أخرى أفعال ليس على مستوى التراث بل على المستوى الاقتصادي أيضا.

نحن نأمل حقيقة – وكنا نقول ذلك منذ سنين طويلة – أن التراث العمراني الوطني هو جزء لا يتجزأ من اقتصاد المستقبل، واليوم نرى هذا الاندماج بين السياحة والاقتصاد، وكذلك موضوع التراث الحضاري كما نحن تأملنا منذ سنين طويلة، ونحن نرى والحمد لله الآن توسع كبير جدا ضمن خطة 2030 ولذلك هناك اندفاع كبير في المملكة، واعتقادي انتقال المملكة العربية السعودية بوقت قصير سوف تصبح إن شاء الله من أهم دول العالم في المحافظة على تراثها العمراني وتراثها الثقافي.

نحن نتطلع إلى حفل هذه الجائزة أن يكون حفل استثنائي وخاصة أنه يقام بعد جائحة الكورونا وعلى الأقل مرحلة صعبة منها، ونتطلع إن شاء الله أن تتوسع الجائزة وتنطلق في مواقع أخرى من العالم، فقد قدمت هذه الجائزة لمجموعة من الفائزين وخاصة في مجال الإنجاز مدى الحياة، ولا شك على رأس الذين تشرفت الجائزة بهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله على ما قام به في مدينة الرياض من الأعمال المبكرة جدا فيما يتعلق ـ وأنا قد عاصرت ذلك ـ سواء تسجيل الدرعية في مواقع اليونسكو وتطوير وادي حنيفة وتطوير وسط الرياض ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي وكثير من الأعمال، وانا تعلمت من مدرسته وكلنا نتعلم من مدرسته يحفظه الله، كذلك سمو ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز عن أعماله الكبيرة ومناشدته للمجتمعات الدولية للحفاظ على تراثها، وكان ذلك أيضا مكسب لمؤسسة التراث الخيرية وجائزة التراث العمراني، وسمو الأمير خالد الفيصل ومؤسسات كبرى مثل مؤسسة الأغاخان، ونحتفى اليوم بمميزين مثل الدكتور المميز صالح لمعي الذي قام بأعمال جليلة على المستوى العالمي وخاصة على مستوى المملكة العربية السعودية التي أجلها واعتبرها بلده الثاني، وقد خدمها بشكل كبير جدا وانا قد تعلمت من هذه المدرسة مع الدكتور صالح منذ ترميم بيت مزرعة نخيل العذيبات التي أسكنها الآن، لذلك هي قصة مما يجعل هذه الفترة هي مهمة جدا ومفيدة جدا للجميع، وأن المملكة العربية السعودية ـ الحمدلله حكومة ومواطنين كلهم انضووا تحت مسار موحد فيما يتعلق بالمحافظة على التراث العمراني الوطني.

أنا أتذكر في التسعينات كنا نعاني معاناة كبيرة جدا سواء على مستوى الأجهزة الحكومية التي كانت لا تعطي هذا التراث أي اهتمام كان من الدرجة الخامسة أو السادسة أحيانا، وكان هناك تدمير للتراث، وكان هناك عدم إيمان بإمكانية التراث الحضاري أن يكون جزء من اقتصاد المستقبل، ونحن نقول ذلك في ذلك الوقت ولا ننسى أن دول مثل إيطاليا وفرنسا ودول مهمة جدا أصبح اقتصادها يجعل من التراث جزء لا يتجزأ من اقتصادها، فلذلك اليوم نرى هذه البرامج المبهرة التي انطلقت بدايتها وأنا شهدتها مع كثير من المواطنين والمسؤولين، وكان الإقناع من أصعب الأشياء حقيقة، نراها اليوم تسير بطريقة سلسة. وبرامج الدولة في المحافظة على التراث وما تم إصداره من قرارات سواء في وقت قديم – وقد عاصرته – أو جديد لنظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني ولأول مرة على المستوى العالمي يصدر نظام متكامل يشمل التراث العمراني في المملكة العربية السعودية.

لذلك وجود سمو أخينا الأكبر الأمير فيصل بن بندر يحفظه الله، هو أيضا رجل رائد في المحافظة على هذا التراث العريق في مدينة الرياض، واليوم الرياض مما يميزها عن كثير من العواصم المحيطة بنا هو تراثها العريق أيضا، وقد حدث في هذا التراث سواء في الرياض أو المحيط بالرياض كالدرعية وغيرها، وأيضا المحافظات المحيطة ومحافظات سدير والجنوب والشمال، هو أنها دارت فيها قصص التوحيد (توحيد الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية) هي قصص، وهناك قصور مثل قصور الدولة في عهد الملك عبدالعزيز التي الآن تبدأ أن تتحول ليس فقط متاحف جامدة لكن جزء من العملية التعليمية.

كل مواطن لازم أن يستشعر تاريخ بلاده وليس فقط يقرأه، والطريقة الوحيدة هو أن تنطلق الفعاليات بغزارة – كما حدث اليوم- في مواقع التراث ويتم تجديد مواقع التراث وتطوير مواقع العمراني خاصة، وأنا حقيقة بكل اعتزاز أقول: إن المملكة العربية السعودية تعاصر وتماثل بل تتعدى ما تقوم به معظم دول العالم في المحافظة على تراثها، وهذا يأتي على كل أبعاد الدولة ومستوياتها وخاصة خطة 2030 التي يشرف عليها سمو ولي العهد ويشرف عليها جميع مؤسسات الدولة. ونحن مبتهجين جدا أن هذه البدايات التي عانينا بها كمسؤولين ومهتمين في ذلك الوقت أن نرى أن هذه المعاناة الحمد لله انطلقت نتائجها بشكل أوسع.

أرحب بالجميع بحفل الجائزة وإن شاء الله نتطلع إلى احتفالات الجائزة القادمة، وقد شملت المجال العالمي وتوسعت به بما في ذلك الجامعات العالمية، والتجارب العالمية المهمة للمجتمعات المحلية في المحافظة على تراثها، وعملية إعادة إحياء التراث في تطوير مواد البناء وفي تطوير وسائل الترميم وفي الدراسات وفي كل الأبعاد التي تجعل مواقع التراث الحضاري العمراني مواقع مستدامة ومواقع صديقة للبيئة ومواقع بهجة ومواقع فرح ومواقع اعتزاز وفخر ومواقع اقتصادية لها مردود اقتصادي كبير جدا وخاصة في فرص العمل للمواطنين على المستوى المحلي إن شاء الله.

حقيقة نود أن نهنئ نفسنا ونهنئ الفائزين جميعا ونعتز بهم جميعا من المملكة العربية السعودية من الجامعات الوطنية ومن جامعات دول الخليج وجامعات مصر العزيزة وخاصة الدكتور صالح لمعي الفائز بجائزة الإنجاز مدى الحياة.

وشكر خاص وتهنئة خاصة وتقدير عميق جدا لمؤسسة الرياض للعلوم سمو الأمير فيصل رئيسها، وصاحب السمو الصديق الأمير عبدالعزيز بن عياف، والدكتور أحمد اليماني وزملائهم، والشباب في الجامعة والأخوة والأخوات الدارسين والعاملين فيها، جامعة الأمير سلطان نحن اخترناها بالذات لتميزها وتفوقها خاصة في مجال العمارة، وهذه الجامعة أصبح يتخرج منها مواطنين كأفضل جامعات العالم ويتخرج منها أبناء وبنات المملكة في أعلى المستويات، لذلك نحن لم نرضى بأقل من هذه المستويات ليكونوا معنا شركاء.

أود أن أشكر أيضا رعاة الجائزة ومؤسسة التراث بكل أبعادها، قريبا إن شاء الله نعلن عن منظومة برامج جديدة متجددة ونعلن عن منظومة مبادرات جديدة لمؤسسة التراث الخيرية.

كنا اليوم نعيش في هذا العصر الذهبي لأننا نعيش في بيئة أصبحت فيها تكوينات مهمة جدا، مثل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، ومثل المؤسسات المتنوعة ومن ضمن ذلك جمعية التراث ونحن تراثنا والأيكوموس، كل المؤسسات نحن شهدنا بداياتها ونحن اليوم سعيدين وفخورين جدا بأننا شهدنا انطلاقاتها بشكل قوي جدا ومتابعة حثيثة لأنها أصبحت جزء لا يتجزأ مرتبطة جدا بالاقتصاد الوطني.

شاكرين ومقدرين للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شارك