نظمت مؤسسة التراث
الخيرية، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة
الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تحت رعاية صاحب السمو الملكي
الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الرئيس العام للهيئة
العامة للسياحة والتراث الوطني، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث
الخيرية، ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون
الإسلامية والدعوة والإرشاد، وذلك بتاريخ الأحد ٨مايو ٢٠١٦م، ورشة عمل
بعنوان: «الإجراءات المطلوبة للتعامل مع المساجد التاريخية».
وتهدف الورشة إلى التعريف ببرنامج العناية بالمساجد التاريخية في كل من
وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة
والتراث الوطني، ومؤسسة التراث الخيرية، إضافة إلى العناية بالمساجد
التاريخية وإظهار قيمها الدينية والحضارية والعمرانية، وبناء منظومة
مؤسسية توحد جهود الشركاء في تنفيذ مشاريع العناية بالمساجد التاريخية.
كما تهدف الورشة إلى تبني تنفيذ مشاريع نموذجية، يسترشد بها في بقية
ترميم وتأهيل المساجد التاريخية، وإلى التركيز على العناية بالمساجد
كعنصر أساس في تنمية أواسط المدن التاريخية والقرى والبلدات التراثية،
إلى جانب إعادة أصالة المساجد التاريخية التي هدمت أو أعيد بناؤها دون
احترام هويتها العمرانية.
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أن خادم
الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أعطى جلّ
اهتمامه بالمساجد والمواقع التاريخية، مشيرًا إلى أن المملكة منذ
إنشائها تنظر إلى المسجد بوصفه المحور الأساس للدولة واجماع الشمل. كما
أكد أن الهدف من ترميم المساجد التاريخية ليس معماريًا تصميميًا فحسب،
وإنما إعادة الحياة للمساجد وتهيئتها للعبادة التي هي أهم وظائفها.
وقال في كلمته الافتتاحية لورشة عمل العناية بالمساجد التاريخية
بالمملكة ، بحضور وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور
الشيخ صالح آل الشيخ، وعضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة
للإفتاء الشيخ عبدالله المطلق: أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
بن عبدالعزيز جلّ اهتمامه للعناية بالمساجد وبشكل أوسع بالتراث الحضاري
الوطني، وبدأ ذلك من خلال عدد من المشروعات ومنها جامع الامام تركي بن
عبدالله؛ مما يؤكد إيمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس،
كما أعاد -حفظه الله- قبل شهرين وبأمر سام كريم لتأكيد تبنّي الدولة
لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الوطني، ولذلك
ننطلق بأسس على رأسها العناية بالمساجد التاريخية والمحافظة عليها، وقد
بدأت مؤسسة التراث الخيرية التي تشرّفت بتأسيسها منذ 25 عاما بمشروع
للعناية بالمساجد التاريخية بإمكانياتها المحدودة- آنذاك- بشراكة
وتفاعل مع وزارة الشؤون الإسلامية والشيخ صالح آل الشيخ بالتحديد، وحين
انطلق البرنامج في ذلك الوقت احتضنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه
الله- وقدم أول دفعة للبرنامج بمليوني ريال، كما أن خادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- قدّم منحة لترميم أول
مسجد في عهد الدولة السعودية في منطقة عسير، وتوالت هذه العناية
المباركة بالمساجد التاريخية من قادة الدولة ومن المواطنين إلى أن
تأسست الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي بلورت حرصها على
العناية بالمساجد التاريخية من خلال تأسيس مسار رئيس لمواقع التاريخ
الإسلامي ضمن مشروع خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري. واستعرض
سموه أمثلة مهمة في مسيرة البرنامج، من أبرزها أن البرنامج يحظى بدعم
من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تبرّع -أيده
الله- بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، إضافة إلى
رعايته لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية
التاريخية يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً، مشيراً إلى أن في إطار هذا
البرنامج افتتح العام الماضي الجامع العتيق «مسجد الشافعي» في 29 شعبان
1436هـ بجدة التاريخية بعد الانتهاء من ترميمه الذي تكفل بنفقاته الملك
عبدالله بن عبدالعزيز-يرحمه الله-، كما تجرى حاليًا أعمال الترميم
لمسجد المعمار في جدة التاريخية على نفقة وقف الملك عبدالله بن
عبدالعزيز لوالديه - رحمهم الله-، والإعلان عن تكفل الملك سلمان بن
عبدالعزيز بترميم مسجد الحنفي بجدة، إضافةً إلى افتتاحه مسجد الظويهرة
بحي البجيري، وما أعلن عن التبرع بترميم مسجد عثمان بن عفان في جدة
التاريخية وغيرها من المساجد التاريخية. وأضاف سموه: ولا بد أن نذكر
وقوف سماحة المفتي في تأصيل موضوع العناية بالمساجد التاريخية وآراءه
الرصينة ذات التأصيل الشرعي التي تلتزم به الهيئة بالاستنارة بها،
وبآراء المشايخ في كل أمر نعمل عليه، مشيرًا إلى أن المملكة تعدّ
متحفًا إسلاميًا مفتوحًا، ولا يستطيع أحد أن ينافس هذه البلاد في قصص
نشوء الإسلام، وقصص المواقع التاريخية التي ستعاد لها الحياة.
كما شارك في الورشةمديرو عموم فروع وزارة الشؤون الإسلامية في المناطق،
ومديرو عموم فروع هيئة السياحة والتراث الوطني في المناطق، ومؤسسة
التراث الخيرية،والمسؤولون والمهندسون ذوو العلاقات في كل من الجهتين،
وممثلون من وزارة الشؤون البلدية والقروية، والمؤسسات الخيرية والمهنية
ذات العلاقة بالمساجد التاريخية، والمؤسسة الخيرية لعمارة المساجد،
وجائزة الفوزان للمساجد، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث،
والجمعية السعودية لعلوم العمران، وكرسي الأمير سلطان للتراث العمراني،
وشعبة التراث العمراني بهيئة المهندسين.
وتضمنت فعاليات الورشة إقامة ثلاث جلسات، الأولى بعنوان: «برنامج
العناية بالمساجد التاريخية»، ويرأسها معالي نائب وزير الشؤون
الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، وتعرض
فيها ثلاث ورقات، الأولى بعنوان:«برنامج العناية بالمساجد التاريخية في
وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد» مقدمة من الشيخ الدكتور
عبدالرحمن العسكر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حيث شاركت
فيه فروع المناطق بكل من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد،
والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومؤسسة التراث الخيرية،
والثانية بعنوان: «برنامج العناية بالمساجد التاريخية في الهيئة العامة
للسياحة والتراث الوطني» مقدمه من الدكتور محسن القرني مركز التراث
العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والثالثة
بعنوان: «تجربة مؤسسة التراث الخيرية في العناية بالمساجد التاريخية»
مقدمة من الدكتور أسامة الجوهري أمين عام مؤسسة التراث الخيرية. أما
الجلسة الثانية فيرأسها الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم، بحوار مفتوح
حول محاور الورشة الخمس.
المحور الأول بعنـوان: «متى يعتبر المسجد تاريخياً؟»، والثاني: «ماذا
تريد الوزارة من الهيئة، وماذا تريد الهيئة من الوزارة؟»، والمحور
الثالث: «كيف يكون تعامل كل جهة مع المسجد التاريخي من نظرة الجهة
الأخرى؟»، والمحور الرابع: «العقبات الشرعية والنظامية التي تعيق
العناية بالمساجد التاريخية، وسبل علاجها»، والمحور الخامس: «الإجراءات
المطلوبة لترميم مسجد تاريخي، الدليل الإجرائي الخاص بالمساجد
التاريخية».