سمو الأمير سلطان بن سلمان : أهم تحدٍّ يواجه التراث العمراني الوطني
هو تغيير المفهوم لدى الشباب؛ لأن التراث العمراني ليس قضية ترميم
أو حنين للماضي ،بل هي قضية وفاء للمواقع التي انطلقت منها الوحدة
الوطنية.
رعى صاحب السمو الملكي
الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز- رئيس الهيئة العامة للسياحة
والآثار ،رئيس مؤسسة التراث الخيرية، ورئيس
اللجنة العليا لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني حفل
توزيع جوائز الدورة الرابعة للجائزة (السنة الأولى -
لطلاب كليات العمارة والتخطيط)،والمعرض
المصاحب له في مركز الملك فيصل للمؤتمرات في جامعة الملك عبدالعزيز
بمدينة جدة يوم الاثنين بتاريخ 18 ذي الحجة ( 14 نوفمبر2011 ).
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز- رئيس
الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مؤسسة التراث الخيرية، ورئيس
اللجنة العليا لجائزة سموه للتراث العمراني- خلال الحفل أن أهم تحدّ
يواجه التراث العمراني الوطني هو تغيير المفهوم لدى الشباب ؛لأن التراث
العمراني ليس قضية ترميم أو حنين إلى الماضي بل هي قضية وفاء للمواقع
التي انطلقت منها الوحدة الوطنية.
كما تحدث الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز خلال كلمته في الحفل
أهمية ما صدر من الدولة من أوامر قوية من خادم الحرمين الشريفين، وسمو
ولي عهده- حفظهما الله - وأمراء المناطق، ومن وزارة الشؤون البلدية
والقروية، في عدم المساس بالتراث العمراني إلا بعد الرجوع إلى الهيئة
حتى تتم دراسته وتوثيقه وفق قرارات مؤسسية وعلمية، مشيرا إلى أن
القيادة واعية وتقدر هذا التاريخ والتراث الذي يعدّ آبار نفط غير
ناضبة.
وأضاف سموه أن هذا الحضور الكبير للحفل يدل على اهتمام كبير جداً ونقلة
كبيرة في اهتمام الجامعات السعودية، مبيناً أهمية برامج التراث
العمراني والتي انطلقت في جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز وغيرها
من الجامعات الأخرى حيث تكونت قناعة كبيرة بأهمية التراث العمراني
الوطني لنا كمواطنين بحيث ولت النظرة إليها من مواقع ازدراء الى مواقع
اعتزاز واستلهام واستغلال للفرص التي ستكون متاحة في هذا التراث
العمراني الكبير.
وأبرز سموه دور الفتاة السعودية في مجال دراسة التراث العمراني وقال :
"أنا سعيد لما رأيته من إقبال كبير من الطلاب والطالبات في جامعة الملك
عبد العزيز وخصوصاً الطالبات اللاتي يعملن في مجال التصاميم الداخلية،
ونحن نعتز بمشاركتهن، ولا فرق حقيقة بين مواطن وآخر، وبنات المملكة
العربية السعودية لا يحتجن إلى إثبات أنفسهن أبداً ، بل نحن نحتاج إلى
أن نعطيهن الفرصة المستحقة ليقدمن ويخدمن بلادهن ويشعرن بالاعتزازب
وطنهن"، مبيناً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتطلع اليوم إلى
توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة الملك عبد العزيز.
وقد افتتح سموه المعرض المصاحب، بحضور معالي الدكتور أحمد السيف- نائب
وزير التعليم العالي- ومعالي الدكتور أسامة طيب- مدير جامعة الملك
عبدالعزيز- وعدد من المهتمين والمسؤولين ورجال الأعمال والإعلام
والطلاب، وشاهد الحضور فلماً وثائقياً عن الجائزة، وكرم سموه أعضاء
لجنة التحكيم وكلية تصاميم البيئة والرعاة المشاركين، كما تسلم سموه
درعاً تذكاريا من معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز نيابة عن منسوبي
الجامعة وطلابها.
كما ألقى معالي الدكتور أسامة طيب- مدير جامعة الملك عبد العزيز- كلمة
أكد من خلالها أهمية التراث العمراني ومستقبله، منوهاً بالتعاون الدائم
والمستمر مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وقد ألقى الدكتور أسامة الجوهري أمين عام الجائزة كلمة هنأ فيها الطلاب
الفائزين بالجوائز، مضيفا أن الجائزة تكرم الطلاب الذين قدروا ،التراث
حق قدره، فهم من أعطى الأبنية حياة كادت تفارق الحياة ، ومنهم من أخذ
دروساً في التراث للمشروعات الجديدة، فهنيئاً لهم بفوزهم بهذه الجائزة
التي وجدت من أجل حفز الأجيال المقبلة إلى العمل على الحفاظ على تراث
الأجداد ، وتأصيل البيئة العمرانية. وأضاف بقوله:" لقد جاءت الجائزة من
ضمن هذه الفعاليات لبيان أن أشبال التراث في أتم الجاهزية للعمل في
قطاع البلديات والمقاولات والمكاتب الهندسية ، وفي استثمار التراث
.موجهاً الشكر للأمير سلطان بن سلمان لرعايته الحفل ولجميع الأساتذة
وللجنة التحكيم ورعاة الجائزة.
وكرم سمو الأمير سلطان بن سلمان الفائزين بالجائزة حيث حصل على فرع
جائزة مشروع التراث العمراني الفائز الأول مشروع التصميم الداخلي
للأبنية التراثية النجدية بين الأصالة والمعاضرة (دراسة تطبيقية بمنطقة
حلة الدحو – الرياض) وبرنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي
بجامعة الملك عبدالعزيز الطالبات بسمه الحربي، وجدان حسنين، حنان
كلكتاوي، ايمان باعبدالله ، أبرار السقاف، منى الجدعاني، والمشرفات :
الدكتور علا هاشم والأستاذة نورة غبرة والأستاذة عائشة زين العابدين.
أما الفائز الثاني فقد كان عن مشروع جامعة أهلية في مدينة الرياض –
كلية الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى الطالب :عمر عبدالغني
حميدان والمشرفون هم : الدكتور عبدالحميد أحمد البس،و الدكتور عبدالغني
حسن منورو الدكتور ثامر الحربي.
وقد كان الفائز الثالث مشروع جامعة أهلية في مكة المكرمة – كلية
الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى، الطالب فهيد عيسى
الدوسري،و المشرفون الأستاذعبدالحميد البس ، والدكتور عبدالغني منور،
والدكتور ثامر الحربي.
وعن فرع جائزة مشروع الحفاظ على التراث العمراني كان الفائز الأول
مشروع تطوير المسارات التاريخية بمنطقة قلب جدة، كلية تصاميم البيئة
بجامعة الملك عبدالعزيز الطلاب : فارس سبأ، رعد النفيعي، فيصل الدوسري،
أحمد الفقيه، حزام الأحمري، محمد الضويحي، فوزا الفايدي، حسين الغامدي،
محمد الضبيان، عبدالرحمن طارق، ضياء فقاص، والمشرف : الدكتور وحيد
سالم.
أما الفائز الثاني فتمثل في مشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية
التقليدية برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك
عبدالعزيز الطالبات : عائشة إسكندراني، آلاء محمد او ريش، رغدة كاتب،
سارة الزهراني، غصون سرحان، ديانة أبو عون، أفنان بترجي،و المشرفات
الدكتورة علا هاشم، والأستاذة نورة غبرة،و الأستاذة عائشة زين
العابدين.
وبالنسبة لفرع جائزة تعليم التراث العمراني فقد فازت كلية العمارة
الإسلامية بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى بالمركز
الأول، ,كلية تصميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بالمركز الثاني أما
المركز الثالث فقد كان مناصفة بين كلية العمارة والتخطيط في جامعة
الملك سعود وكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
تجدر الإشارة إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان- رئيس
مؤسسة التراث الخيرية ورئيس اللجنة العليا للجائزة- قد أطلق الجائزة في
21 من ذي القعدة 1425 هـ (2\1\2005 م) بهدف السعي إلى إيجاد وعي مجتمعي
بمفهوم العناية بالتراث العمراني والحفاظ عليه وتطويره، إلى جانب إبراز
ما يتسم به التراث العمراني للمملكة العربية السعودية من تميز في إطار
التراث العمراني العربي الإسلامي، والحفز إلى الإبداع في مجالات
العناية بالتراث العمراني، وإلقاء الضوء على النماذج العمرانية الحديثة
ذات الأبعاد التراثية.