نظمت مؤسسة
التراث
الخيرية بالتعاون مركز
التراث
العمراني
الوطني
بالهيئة
العامة
للسياحة
والتراث
الوطني،
والجمعية
السعودية
لعلوم
العمران، والجمعية
السعودية
للمحافظة
على
التراث، والهيئة
السعودية
للمهندسين
محاضرة
بعنوان: «الخصائص
التخطيطية للمساجد في المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه
وسلم»، وذلك
بسرحة مسجد
الظويهرة
بمحافظة الدرعية يوم
الأربعاء 1/3/1438هـ الموافق 30/11/2016م. وقد ألقى المحاضرة الأستاذ
الدكتور عبدالله القاضي وكيل جامعة الدمام للدراسات والتطوير.
وتأتي هذه المحاضرة في
إطار منتدى التراث الثقافي وخدمة المجتمع، وتهدف إلى التعريف بالمساجد
التاريخية في منطقة المدينة المنورة، وما تتميز به من خصائص معمارية
فريدة، تستحق بذل الجهد للمحافظة عليها، لتستعيد أصالتها وقيمتها
الحضارية، مع إعادة تأهيلها وتوظيفها؛ لتكون حلقات لتحفيظ القرآن
الكريم وعلوم الحديث والسنة الشريفة لمختلف المراحل العمرية، ترسيخاً
لرسالة المسجد في الإسلام؛ بوصفه مركز إشعاع في حياة المسلمين.
استهدف الدكتور القاضي في بحثه على تتبع وقياس وتسجيل الخصائص
التخطيطية المكانية بالرجوع إلى الدراسات التراثية الموثقة الحقيقية
لمساجد المدينة المنورة خلال عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخريطة
المساحية الأصلية التي أعدتها هيئة المساحة المصرية عام ١٩٤٦ ومن خلال
الزيارات GPS
أنظمة الرصد المكاني العالمية
GIS
الميدانية المتعددة ثم باستخدام أنظمة المعلومات
الجغرافية المتقدمة ثم تحديد وتوصيف ثم رصد وتوقيع ورسم وقياس مسافات
المساجد المتواجدة في مدينة الرسول والتي تصلى فيها الصلوات الخمس
والتي بلغت ستة وعشرون مسجداً.
وقد اختير مسجد الظويهرة لاحتضان المحاضرة من منطلق أهميته التاريخية،
وإسهامه في إغناء الحياة العلمية والثقافية بالدرعية، ولكونه يمثل
نموذجاً للمساجد التي أعيدت إلى الواجهة؛ لتستأنف دورها الحضاري، وقد
تم ترميم المسجد على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن
عبدالعزيز مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية.
ورمم المسجد في ظل
البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية،
الذي تبناه سموه، اهتماماً منه بكل ما له
صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، مقدماً رؤيته بالتعاون
مع معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون
الإسلامية والدعوة والإرشاد إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن
عبدالعزيز، - رحمه الله، ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء
ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام آنذاك-، إذ تفضل سموه، بالموافقة
على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق
تاريخها، وذلك في 16 صفر سنة (1418هـ)، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من
البرنامج بمبلغ مليوني ريال، وجرى تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر
توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد؛ بإهداء ما تم
إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بـ ( البرنامج الوطني للعناية
بالمساجد التاريخية).
وبدأت مؤسسة
التراث الخيرية التي أسسها الأمير سلطان بن سلمان خدمة للتراث الوطني
والعربي والإسلامي في تنفيذ هذا البرنامج منذ انطلاقه في عام1418هـ.
وقد حظي البرنامج بدعم كريم
من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله،
إذ وافق على رعاية برنامج العناية بالمساجد التاريخية في أثناء حفل حي
البجيري في الدرعية التاريخية بتاريخ 20 جمادى الأخر 1436هـ، كما أعلن
مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في
جدة التاريخية الذي صلى فيه المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-.
وقد أصدرت مؤسسة التراث الخيرية مؤخراً كتاب "البرنامج الوطني للعناية
بالمساجد التاريخية"، وهو جهد مشترك بين مؤسسة التراث الخيريةق5ث34،
والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية
والأوقاف والدعوة والإرشاد، ويتضمن الكتاب تعريفاً المساجد التاريخية
في المملكة التي تم ترميمها من خلال مؤسسة التراث الخيرية، ومن ثم
توثيقها، إضافة إلى المساجد التاريخية
التي جرت التوصية
بترميميها في كل منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية.